الأحد، 1 يونيو 2008

الامثال في التاريخ الاندلسي

- قبل ان يصل الأندلسيون مرحلة التجديد والابتكار والاستقلال الذاتي في المجال الأدبي، اهتموا بالكتب المشرقية عامة وكتب الأمثال خاصة، فأقبلوا عليها تدوينا ورواية وشرحا و دراسة، ومن أهم الكتب التي يمكن الرجوع إليها في باب الأمثال كتاب "فصل المقال في شرح كتاب الأمثال" لصاحبه أبي عبيد البكري، وابن عبد ربه في كتاب الجوهرة في الأمثال من كتاب "العقد الفريد"، و"الفهرسة" لابن خير الإشبيلي، وغير هؤلاء كثير.وكان من الطبيعي أن تنتقل كثير من الأمثال العربية الفصيحة إلى الأدب الشعبي والتي أصبح يطلق عليها الأمثال العامية، وقد ارتبط ظهورها بالأقاليم والمناطق التي دخلها الإسلام، ونتج عن ذلك ظهور الأمثال العربية الإقليمية. وكثير من هذه الأمثال عربية فصيحة وقع فيها تغيير وتحوير لتنسجم مع العامية من جهة ومع البيئة الجديدة من جهة أخرى فجاءت في قالب جديد، وهذا يؤكد التقارب والتجاور بين الأمثال العربية الفصيحة والأمثال العربية العامية. وعلى غرار باقي الأمصار التي دخلها الإسلام، ظهرت في الأندلس عدة كتب اعتنت بالأمثال العامية مثل "تقويم اللسان" لابن هشام اللخمي الأندلسي، و"رَيِّ الأوَام" لأبي يحيى الزجالي" ، و"قضاة قرطبة" للخشنى، و"المقتبس" لابن حيان، و"التبيان عن الحادثة الكائنة بدولة بني زيري في غرناطة" لعبد الله بن بلقين. وفي الوقت نفسه انتقل صدى هذه الأمثال إلى الأزجال، فنجدها في ثنايا أزجال الزجالين الأندلسيين كمدغليس والششتري وابن قزمان ، ويضم ديوان هذا الأخير مجموعة من الأمثال ذات الأصول العربية، وهذا نتيجة حتمية لتأثر الأندلسيين بالمشارقة في كثير من فنون القول. وهذه بعض هذه الأمثال القزمانية التي لها جذور في الأمثال العربية:

ليست هناك تعليقات: